هوا ربنا .......
كانت تكره المروحه ، وتتخنق من الحر ، وتبحث عن " هوا ربنا " وكان هوا ربنا في المنزل القبلي الشرقي الذي انتقلت اليه قسرا عزيز ونادر ففي الصيف لا تنطق جدرانه الا بالحر القائظ فتتصبب عرقا ويضيق نفسها وتهفو نفسها للهواء البحري البارد الذي كان يخترق جدران حجرتها البحريه الواسعه وشباكها الواسع الذي يطل علي حديقه غناء تسمع صوت طيورها فتسعد وتراقب تراقص اشجارها فتسعد لكن المرآه اللعينه تحايلت عليها واقنعتها بالرحيل مؤقتا وحين صدقتها ورحلت لم تعود ابدا واحتجزت رغم انفها في تلك الحجره التي لا يطل شباكها الا علي خرائب ذات رائحه عطنه فاحكمت اغلاقه واسرت في نور الكهرباء بدلا من نور ربنا وهواء المروحه الذي يزن في اذنها يآرجحها ويثير الغثيان في نفسها بدلا من هواء ربنا و..... كانت تهذي تحلم بالعوده التي لم تنالها ابدا وتستنشق في خيالها الهواء الطازج الذي لم تشمه ابدا والضياء المنعش الذي حرمت منه حتي احكم عليها باب القبر ...... كانت تبكي مع نفسها ليلا لا تفهم لماذا حرمتها زوجه ابنها من غرفتها وهي التي منحتها قلبها وحبها وابنها وخاتمها الماسي ... وحين " يشقشق " نور الفجر كانت تمسح دموعها وتستغفر ربها وتلوم نفسها علي لومها لزوجه ابنها التي تراعيه وتحبه و" مجتش علي الاوضه يعني " لكن زن المروحه وخنقه الغرفه والضوء الاصفر الدامس حين يحاصروها كانت تتمرد علي رضاءها المستمر وترفع راسها للسماء تخاطب ربها " مافيش زي هواك يارب ولا زي نورك يارب " و...... ماتت في الغرفه القبليه الشرقيه في عز الصيف ... وحين دخلت زوجه ابنها عليها مسجاه في الفراش حين دخلت تودعها احسستها تلومها ثم احسستها تسامحها فترتسم علي ملامح وجهها الطيب قسمات الراحه والرضاء فهي الي ربها عائده في فردوسه ستسكن وفي جنه خلده ستحيا وهي التي كانت تتمني مجرد نسمه هوا من " هوا ربنا " ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اتمني اضافه الردود للحصول علي المزيد من المواضيع الشيقه التي تسعد الجميع